تعريف القصة :
سرد واقعي أو خيالي لأفعال قد يكون نثرًا أو شعرًا يقصد به
إثارة الاهتمام والإمتاع أو تثقيف السامعين أو القراء. ويقول
( روبرت لويس ستيفنسون) - وهو من رواد القصص المرموقين:
ليس هناك إلا ثلاثة طرق لكتابة القصة؛ فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم
يجعل الشخصيات ملائمة لها، أو يأخذ شخصية ويختار الأحداث
والمواقف التي تنمي تلك الشخصية، أو قد يأخذ جوًا معينًا ويجعل
الفعل والأشخاص تعبر عنه أو تجسده
أو في أبسط تعريف لها :
مجموعة حوادث متخيلة في حياة أناس متخيَّلين ولكن الخيال
فيها مستمد من الحياة الواقعية بأحداثها وأشخاصها ،فكأن
القصة تفسر تجربة قد تقع في حياة مجموعة من البشر
وكثيراً ما يعجز الإنسان عن فهم أحاسيسه وادراكها ولهذا
يستسلم لانفعالاته عاجزاً عن تفسيرها وكم يتمنى أن
يجد من يحلل له مشاعره ودوافعه وما من شك أن القاص
يكفل له ذلك فالقصاص أدق شعوراً من غيره بما يحسه
الناس وهو على درجة كبيرة من الإدراك والملاحظة .
* عناصر القصة *
- الحكايــــة:
وهي سلسلة من الأحداث الجزئية مرتبة على نسق خاص يجذب
القارئ إليها فيتتبعها في شغف وأبسط طريقة لعرض الأحداث
وتسلسلها أن يحكيها
الكاتب على لسان بطل من أبطالها وتسمى هذه الطريقة
اسلوب ضمير المتكلم وعيبها أن جميع الأحداث وما ترتبط
به من شخصيات تحكى من وجهة نظر الشخصية التي
تسرد القصة وأن بعض المواقف المهمة أو أحاسيس الشخصيات
الأخرى لا يمكن تسجيلها لبعدها عن التأثير في شخصية الراوي
وكثيراً ما نعتقد أن القصة التي تروى بهذه الطريقة هي
ترجمة ذاتية لكاتبها.
- الشخصيات :
وهي التي ترتبط بالأحداث وتتفاعل معها ويختلف عددها
تبعاً لنوع القصة (رواية - قصة - أقصوصة)
فالقصة الاجتماعية مثلاً
تحتوي على عدد كبير من الشخصيات المتباينة فينشأ
صراع بينها وتسري الحركة في القصة بينما يقل عدد
الشخصيات في القصة النفسية ليتوفر للكاتب دراسة
كل شخصية وتحليلها من خلال الأحداث .
- الحبكــــة :
وهو ما يسمى ببناء القصة وهو المجرى الذي تندفع
فيه الشخصيات والحوادث حتى تبلغ القصة نهايتها في
تسلسل طبيعي منطقي لا نحس فيه افتعالا لحدث
أو إقحاماً لشخصية
وهناك نوعان من الحبكة :
الأول : يعتمد على تسلسل الحوادث تسلسلاً أخاذاً
يشد القارئ إليه كما نجد في روايات المغامرات
والمخاطرات
والثاني : يعتمد على الشخصيات وما يصدر عنها من
أفعال وآراء وتكون الحوادث في هذا النوع غير مقصودة
لذاتها بل قصد منها تحليل هذه الشخصيات وفهمها .
- الزمان والمكان :
كل حادثة لا بد أن تقع في زمان ومكان محددين ومن ثمّ
ينبغي أن ترتبط بظروف وعادات خاصة بالزمان والمكان
اللذين حدثت فيهما .
- الفكــــرة :
ما من حكاية تروي أحداثاً تقع إلا لتقرر فكرة يقوم عليها
بناء القصة والقاص البارع هو الذي يوصل إلينا فكرته بطريق
غير مباشر من خلال سرده للأحداث فالفكرة التي يبني
عليها الكاتب قصته لا يعلن عنها بل تتسرب إلى عقولنا مع
تيار الأحداث والشخصيات التي تتفاعل معها حتى إذا انتهت
القصة أدركنا الفكرة التي قامت عليها
* أنواع القصة *
- الروايـــــة
هي أكبر أنواع القصص من حيث طولها ولكن الطول ليس
وحده ما يميز الرواية عن القصة والأقصوصة فالرواية تمثل
عصراً وبيئة أي أن لها بعداً زمانياً وآخر مكانياً وربما يتسع البعد
الزمني ويستغرق عمر البطل
أو أعمار أجيال متتابعة مثلما نرى في ثلاثية نجيب محفوظ
وكذلك رواية الحرب والسلام لتولستوي وكذلك الشأن بالنسبة
للبعد المكاني فالرواية تتسع لأماكن عدة وقد تنتقل من قارة
لأخرى والشكل في الرواية على جانب كبير من الأهمية
فالكاتب ينبغي أن يعتمد على طرق متعددة للحكاية فتارة
يستخدم اسلوب السرد المباشر وتارة أخرى يجعل
الشخصيات تحلل بعضها بعضاً وأحياناً ثالثة يترك الشخصيات
تعرض أفكارها ولا شك أن الحوار له دور رئيسي في الرواية
ولهذا ينبغي أن يكون مركزاً قوي الدلالة على الشخصية
زاخراً بالانفعال والحركة في المشاهد المختلفة
- القصـــــة :
بعض الباحثين يرون أن الرواية والقصة شئ واحد وآخرون
يرون أن الفارق بينهما يرجع إلى مدى اقتراب كل منهما من
الواقع وملامسته
فالرواية تلتزم التصوير المقنع بالأحداث والشخصيات في
حين أن القصة لا ترى بأساً بتغليب جانب الخيال كأن تصور
أحداث خارقة غير ممكنة الوقوع أو شخصيات هائلة
لا نصادفها في الواقع
- الأقصوصـــة :
أول ما يميز الأقصوصة عن الرواية والقصة صغر حجمها
إن طبيعة الأقصوصة هي التركيزفهي تدور حول حادثة
أو شخصية أو عاطفة مفردة
أو مجموعة من العواطف يثيرها موقف مفرد لذلك فهي
لا تزدحم بالأحداث والشخصيات ولا تجد فيها تفصيلات
ولا مجال فيها للاستطراد أو الإطالة أو الوصف وإذا كثرت
الشخصيات في القصة القصيرة وجب أن
يجمعها غرض واحد.
لتكن كاتبا مرموقا /
- ليس ضروريا أن تكون قصة حقيقية بل من الرائع أن يصوغ
خيالك رواية جميلة ككل الكتاب والأدباء.
- لاتحقر ولاتستصغر موهبتك فلكل منا موهبة وإن أحببت
قراءة القصص فبإمكانك كتابتها في حال صقلتها
بالقراءة والاجتهاد.
- ابدا حتى وان كانت بداياتك لاتعجبك فالقوي هو من يتعلم
من عثراته وكتاباته .
والان كيف تكتب القصة؟!!
من المعروف ان القصة فن ابداعي
والابداع الادبي ينهض على موهبة فطرية
ولكن الموهبة لابد لها من صقل وصقلها
وتربيتها لايكون الا بالإطلاع والتمرس ..
فهنالك العديد من الكتب التي ألفت والمقالات التي نشرت
عن كيفية كتابة القصة ومامن كاتب قط تعلم الإبداع
عن طريق هذه الكتب ولكن الاسترشاد بها ممكن
فلكل اديب منحاه الخاص ولمسته الخاصة ..
غير ان هنالك خطوطاً عريضه وقواعد عامة يمكن ان تعين على كتابة القصة ..
لكتابة قصة ناجحة لابد من اتباع الآتي :
- الإنفعال بالتجربة او البحث عن الموضوع
وقد تكون التجربة التي ينفعل بها الكاتب عادية
كحادث مأساوي او تجربة حياتية معينة،او فكرة رائجة ..
ولكن لابد للكاتب من ان يتمثل هذه التجربة فتتفاعل في نفسه
وتستقطب تداعيات عديدة بحيث تتجمع حولها
وتشكل مايسمى بالمتن الحكائي
اي العناصر الرئيسية التي تبنى عليها القصة .
- اما القاعدة الثانية التي تنهض عليها القصة هي تطوير التجربة
بحيث تحتوي على بؤرة مركزية
هذه البؤرة تولد ضرباً من ضروب الصراع
سواء اكان هذا الصراع داخلياً ذاتياً ام خارجياً موضوعياً .
- اما القاعدة الثالثة التي ينبغي ان يدركها كاتب القصة
هي ضرورة ان لاتتحكم المصادفات في تطوير الحدث
وتنميته والبعد عن التهويل ..
بل لابد ان تحتوي القصة على تتابع منطقي
فالأمور المهمة لاتترك للمصادفة.
- واخيرا القاعدة الرابعة فهي العمل على رسم الشخصية
بحيث لاتكون متناقضة في اقوالها وأعمالها
والا يعتمد الكاتب في رسمها على التقرير بل على التصوير والحوار.
من النصائح التي يوجهها كبار كتاب القصة في العالم للناشئين:
- ان يدركوا ان الكتابة هي غوص في اعماق الواقع
وان الكاتب انما يقدم صورة مختصرة ومترابطة الحياة ..
وان الحياة ذات معاني متعددة
ومهمة الكاتب البحث عن هذه المعاني واكتشافها ..
- القاعدة الذهبية التي ينطلق فيها الأديب هي (لاتكن مضجرا)
وهذا الهدف لايتحقق بسهولة وانما يقتض شيئا من المعاناة
فليس ثمة قواعد ثابته لكتابة القصة تحدد طبيعتها
فقد تقوم على المبالغات المفرطة او الاوصاف الصغيرة .
- ان مهمة كاتب القصة القصيرة الاساسية هي الوصف
لا اصدار الاحكام وعلى الكاتب ان لايلهث وراء تقليد الكبار
لانه سيفشل فروائعهم هي خلاصة تجاربهم الطويلة ..
- لتحصل على افكار لقصصك لابد من الاتجاه الى الذات والطموحات
والأحلام ونقاط التحول في الحياة والمشكلات الاجتماعية ,,